admin مدير العام
عدد المساهمات : 183 النقاط : 516 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 23/02/2010 الموقع : Www.nasimalbar.co.cC
| موضوع: قيادة الأطفال للسيارات.. الحوادث لا تفرق بين «الحاجة» أو «الدلع»! الأربعاء ديسمبر 15, 2010 2:02 am | |
| قيادة الأطفال للسيارات.. الحوادث لا تفرق بين «الحاجة» أو «الدلع»! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]طفل ممسك بالمقود في لحظة انطلاق لمغامرة جديدة
أبها، تحقيق - مريم الجابر
تشكل حوادث الأطفال في المملكة نسبة كبيرة تؤدي إلى فقدان الكثير أو إصابة بعضهم بالإعاقة؛ بسبب القيادة في سن مبكرة. وتؤكد جمعية حماية الأسرة أن عدد الأطفال الذين يقودون السيارات في السعودية «آخذ في الازدياد»، حيث أجريت دراسة على طلاب مسجلين بالصف الثالث المتوسط والمرحلة الثانوية بمدن الرياض وأبها وحائل للعام، والبالغ عددهم 96560 طالباً طبقاً لمركزالمعلومات الإحصائية بوزارة التربية (1419ه). وقد تم اختيار المدن الثلاث مجتمعة للدراسة على أساس أن هذه المدن تنتشر بها ظاهرة قيادة صغار السن للسيارات، وقلة البحوث التي أجريت بها مقارنة بالمدن الأخرى، فضلاً عن ارتفاع معدلات الحوادث المرورية فيها.
د. الغامدي: الظاهرة خطيرة ولا تقبل التفريط بالأرواح وهذا بالإضافة إلى تمثيل هذه المدن الثلاث نسبياً للمملكة، فالرياض من وسط البلاد وحائل من الشمال وأبها من الجنوب. وتكونت عينة الدراسة من 2962 طالبا من طلاب المرحلتين الثانوية والمتوسطة ممن لم يبلغوا بعد سن 18 عاما.
واتضح أن 86.76 % من إجمالي عينة الطلاب يقودون السيارات منهم 58.98 % من الثانوي و27.78 % من المتوسط، بينما يقود السيارات 89 % من إجمالي عدد طلاب المرحلة الثانوية، و82.3 % من إجمالي طلاب المرحلة المتوسطة. وبلغت نسبة الطلاب الذين ارتكبوا مخالفات مرورية ممن يقودون السيارات 32.5 %، بينما بلغت نسبة الطلاب الذين ارتكبوا حوادث مرورية 48.3 %.من هذه الدراسة يتبين لنا أن قيادة الأطفال للسيارات أصبحت ظاهرة تحتاج للتوعية، حيث تلجأ لها الأمهات وخاصة ممن لا يوجد لديهن سائق أو عائل يقوم على تلبية مشاويرهن.
أم فواز: ابني عمره عشر سنوات ويلبي احتياجاتي افتقاد البديل
تؤكد «زهراء العلي» أنها اضطرت إلى دفع ابنها ذي ال14 ربيعا لقيادة السيارة حتى يستطيع قضاء متطلباتهم ومشاويرها هي وبناتها، حيث لا يوجد لديها رجل تعتمد عليه وزوجها رجل كبير السن لا يقوى على القيادة.
أما «أم فواز» فتشير إلى أن حاجة النساء لمن يقضي لهن حوائجهن ولعدم وجود الليموزين بعسير وراء قيادة ابنها فواز للسيارة وهو مازال بالعاشرة من العمر، وقد كانت البداية داخل الحي حتى رأت أنه أصبح متمكناً من قواعد القيادة فأصبحت المشاوير تخرج عن الحدود لقضاء حوائج المنزل وتوصيل إخوته لمدارسهم ووالدته لصديقاتها والسوق.وحول موقف زوجها من ذلك قالت بأنه راض لأن عمله لا يمكنه من أن يقوم بواجبات أسرته.
تدليل الطفل
وتضيف «مها العسيري» لم يعد مستغرباً أن يصادف المتجول في شوارع المدن السعودية طفلاً في التاسعة يجاهد في سبيل الوصول إلى مقود السيارة، وهو يجلس على وسادة فيما تجاوره والدته التي تعمل على إرشاده نحو الوجهة التي تقصدها. وقالت العسيري إن «هذه الحالة تعتبر ظاهرة بدأت في أوساط السعوديات، وإن كانت تظهر بكثرة بين الأرامل والمطلقات، فإنها تحصل أيضاً في بعض الأسر الثرية المكتملة، التي لا تجد غضاضة في تلبية رغبة طفلها وتدليله عن طريق امتلاك سيارة، والمشكلة أن معظم هذه السيارات من الحجم الكبير».
ظاهرة خطيرة
وأوضح أستاذ هندسة المرور والنقل عميد عمادة البحث العلمي ورئيس اللجنة الوطنية لسلامة المرور « د. علي الغامدي» أن ظاهرة اتساع نطاق قيادة صغار السن للسيارات خطيرة ومتفشية في المجتمع السعودي وأنها نتاج ثقافة المجتمع، ومن أسباب هذه الظاهرة: الأسباب الاجتماعية من الدرجة الأولى، وأيضاً ظاهرة التقليد فعندما يصبح عمر الطفل 14 عاما يبدأ بطلب سيارة ويضغط على الأسرة رغبة منه أن يصبح مثل أصدقائه وزملائه.
الرقابة مفقودة
وطالب الغامدي المجتمع بالوقوف بشكل جماعي للحد من هذه الظاهرة الخطيرة. وعن الدور الأمني قال الغامدي: الرقابة المرورية غائبة والأنظمة يتم التساهل في تطبيقها بشكل كبير من قبل رجال المرور.
وذهب إلى أن الجميع يتحمل مسؤولية هذه الظاهرة من إعلام ومدارس وأسر وأنه لا بد من تكاتف الجميع حتى نستطيع اجتثاثها، مشيراً إلى أن قائد السيارة يحتاج إلى الاستجابات الحركية السريعة وإلى قصر زمن الرجع حتى يستطيع التحكم في وقوف السيارة في الوقت المناسب، أو الانحراف يميناً أو يساراً عند ظهور مثيرات مفاجئة أمامه، كوقوف سيارة بسرعة خاطفة أمام سيارته، أو «مروق» طفل بدراجة أمام سيارته، أو كهل يعبر الشارع ويمشي ببطء، أو عائق صلب يعترض الطريق، أو غير ذلك من الأشياء التي يجب تفاديها لتلافي حدوث أخطار أو تصادمات.
وأضاف: إنه في العادة عند مواجهة الأخطار أو المثيرات المختلفة المفاجئة، يفزع الإنسان ويخاف ويضطرب، ويختلف الأفراد في انفعالات الخوف اختلافهم في طاقاتهم وقدراتهم المختلفة، وهذه الانفعالات تتأثر بعمر الإنسان وبمراحل النمو وبأنماط الثقافة التي يحيا في إطارها الفرد منذ بداية تربيته، وبالفروق القائمة بين الأفراد كاختلاف مستويات ذكائهم وسمات شخصياتهم وكون الفرد ذكراً أو أنثى، وتتلخص انفعالات المراهقين بقصر مداها، فهي تظهر بسرعة وتختفي بسرعة، وكثرة عددها وتحول مظهرها والحدة في شدتها.
وأشار إلى أن انفعال الخوف عند المراهقين يتمثل في الفزع الشديد عند مواجهة المواقف الصعبة، ويظهر ذلك على ملامح الوجه، وارتعاش الجسم، ورعدة وصراخ ويصاحب ذلك تغيرات عضوية داخلية، والمراهق لا يستطيع أن يتحكم بسرعة في إيقاف سيارته عند مواجهة خطر داهم ومواجهة المثيرات التي تظهر أمامه أثناء قيادته للسيارة، وطول زمن الرجع لديه، وهو الزمن الذي ينقضي بين ظهور المثير والاستجابة، وعدم تقدير المسافات بينه وبين السيارات التي أمامه أو العوائق التي تعترض طريقه، وعدم التركيز في القيادة والتفكير في أمور أخرى أثناء قيادته للسيارة، وعدم تقدير العواقب وعدم الاكتراث بما يدور حوله.
وعي الأسرة
وأوضح مدير مرور منطقة عسير «العميد حنش الشهري» أن الوفيات في الحوادث المرورية من صغار السن تتجاوز 20%، ويكون ذلك غالباً في الحوادث الكبيرة والخطيرة التي طرفها أحد صغار السن ويكون الخطأ عليه. وأضاف أنه مع اتساع نطاق قيادة صغار السن للسيارات فإنه من المتوقع زيادة عدد الحوادث التي يقع فيها هؤلاء الصغار، وما يترتب على ذلك من أضرار. وطالب بأن يكون لدى الأسرة السعودية وعي كاف لمعرفة العواقب الوخيمة التي قد تنتج عن قيادة الصغار للسيارات، مشددا على ضرورة وجود نظرة عقلانية في هذا الأمر، مشيراً إلى أن أيا من هذه المخالفات تترتب عليها غرامات مالية وعقوبات على أولياء الأمور، مع أخذ تعهد بعدم التكرار.
سيارات عائلية
واللافت أن الأطفال السعوديين، غالباً ما يلجأون إلى قيادة المركبات الكبيرة، مثل سيارات «السوبربان» و «الجيب» أو ما يعرف ب «الصالون»، بهدف نقل أفراد الأسرة، من الإناث ومن يصغرهم سناً من الذكور. وينفرد الأب في حال كونه لا يزال عضواً في الأسرة، بالمركبة الصغيرة، لسهولة التنقل بها في الشوارع التي تشهد ازدحاماً متزايداً.وأشار الشهري إلى أن عددا من الصبية ممن يدفعون إلى القيادة المبكرة يتعرضون إلى «فوبيا قيادة السيارة»، لدى تعرضهم إلى فشل متكرر في القيادة، أو ارتكابهم عدداً من الحوادث، والأخطاء المرورية، ما يتسبب في إعراضهم عنها أحياناً، لفترات من الزمن، يمكن أن تمتد إلى شهور أو سنوات. وفي حال النجاح في إعادة ثقتهم في أنفسهم، يبدون أقل جرأة من أقرانهم، ممن لم يتعرضوا في أوقات مبكرة إلى مواقف شبيهة.
| |
|